Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Bouknadel For Ever
21 octobre 2007

الحديقة النادرة

Sans_titreالحديقة النادرة

أصوات الطيور بها يجعلك في غنى عن حمل مذياع أو أي جهاز إلكتروني للاستمتاع بالموسيقى..

وعلى امتداد بصرك العديد من الزواحف من جنسيات مختلفة..
أما خرير الماء فقد أخذ عدة ألوان وأنت تشاهده يسيل من فوق مرتفع شبه اصطناعي ..

هذا ما يقابلك منذ أن تطأ قدمك الباب الرئيسي لحدائق ''بوقنادل''، فلا ترى إلا ما هو جميل، فمجرد اجتياز هذا الباب تجد نفسك أمام لوحة فنية سحرية غاية في الإبداع، فالأزهار بلونها الزاهي المتناسق تتمايل بفعل رياح خفيفة تصنع سيمفونية حضارية، والفراشات تنتقل من وردة لوردة، حاملة معها عطر أخواتها ورشف رحيقها، وهناك تشاهد أسرا تجتمع على طعام الغذاء وأطفالهم يلعبون في مساحات خضراء لعبة التخفي..

فما سر هذه الحدائق العجيبة التي تجعل الناظر إليها أسيرا مغرما بها ؟

الحديقة النادرة

يذكر أهل بلدة ''بوقنادل'' أن قصة إنشاء هذه الحدائق الغريبة تعود إلى زيارة أحد الفرنسيين وهو المهندس الزراعي ''مارسيل فرونسوا'' للبلدة والذي غادر الديار الفرنسية بعد الحرب العالمية الثانية، وجال بالعالم قبل أن يستقر بالمغرب.. فوقع في غرامها وقرر أن يجلب لها أنذر التحف الطبيعية بالعالم، فكان بذالك أول من أسس هذا البساط الساحر الغريب.

وبعد وفاته تحول البيت الذي كان يسكن به إلى متحف يحتوي على جميع صوره التي كان يلتقطها كلما سحره مشهد من مشاهد هذه الحدائق العجيبة، فكانت هذه الصور خير شاهد ومؤرخ للمراحل التي مر بها بناء هذه الحدائق، والزيارات الرسمية التي كان يقوم بها بعض الوفود إلى هذا الموقع، فصنف هذا الموقع ''بثرات وطني طبيعي'' من طرف وزارة الثقافة المغربية.

تضم هذه الحدائق ما يفوق 1000 نوع من النباتات، 40 % منها تعد من النبات النادرة في العالم، والتي يرجع موطنها الأصلي إلى القارة الأسترالية.

أما عالم الحيوانات فحدث ولا حرج، فهي تضم عدة طيور نادرة من أوربا مثل: ''اللحام الوردي le flammes rose''، و''تودروج''من آسيا، و''les inséparables'' من إفريقيا.

لعب وضحك وشفاء

"أول ما يشد نظري وأنا أزور هذا البساط الطبيعي، خرير مياهها وزقزقة عصافيرها، وكأنك في جنة غناء تسحر الناظرين''.. هذا ما قاله لنا أحد زوار الحدائق الذي وقع في غرامها منذ أن زارها لأول وهلة.

محمد.ك،24 سنة، عن سر غرامه بحدائق ''بوقنادل'' يقول: ''زيارتي لهذا المكان في الحقيقة له سبب واحد، لا أقل ولا أكثر، هو القلق والتوتر النفسي، فعندما أكون في قلق شديدة أزور هذه الحديقة فتهدأ أعصابي وأحس باسترخاء لا مثيل له''.

كمال اليوري، أب لـ 4 أطفال، يقول: ''هذه الحدائق كنا نعهدها منذ الصغر، ومنذ توالي الأيام تعودنا عليه، والآن يمكن أن أقول لك، أنني لا يمكنني أن أفارقها، أنا وأسرتي وأبنائي، لأنها هي المتنفس الوحيد لدينا بعد ضغوطات الحياة و العمل خلال الأسبوع.. و إن لم تصدقوني اسألوا ابنتي هاجر عنها''.

فتوجهنا بدورنا إلى هاجر، 6 سنوات، وسألناها عما يعجبها في هذه الحديقة؟ فردت في براءة: ''يعجبني فيها اللعب والحيوانات وخاصة Perruche لأن فيه لونا أخضرا جميلا".

ليلى هندات،25 سنة، طالبة، تقول: ''ما يعجبني في هذه الحدائق العجيبة، هو صفاء جوها وهدوئها، الذي يساعدني على مراجعة دروسي، والالتقاء بصديقاتي، وأيضا هي متنفس لي للتنزه والاستجمام ورؤية كل ما هو جميل وخلاب''.

الحدائق تحتفل..

ولأن هذه الحدائق رمز جمال للمدينة، كان التفكير في تنظيم أول مهرجان لفن الحدائق بمدينة مراكش والذي عقد مؤخرا - أبريل 2007- بهدف توعية الأهالي بأهمية المحافظة على المساحات الخضراء، إلى جانب أنه فرصة لتبادل التجارب في هذا المجال، شارك في هذا المهرجان جميع الفئات العمرية وخاصة فئة الشباب، بالإضافة إلى حضور جانب من الطفولة وتقنيين ومسئولين وفنانين.

هكذا هي حدائق ''بوقنادل''.. في الماضي والحاضر..عنصر متجدر في الثقافة المغربية العربية والإسلامية..
وبهجة لأرواحنا وسرور لأنفسنا تخرجنا من ضيق الحياة وشقائها "وأنزل لكم من السماء ماءاً فأنبتنا به حدائق ذات بهجة".

Publicité
Publicité
Commentaires
Bouknadel For Ever
Publicité
Publicité